کد مطلب:306581
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:159
نصرة النساء للزهراء
.. فظلت طریحة الفراش.. و هی تجود بنفسها الشریفة.
حتی اجتمعن لدیها نساء المهاجرین والانصار.. لیعدنها فیسألنها عن صحتها و هنّ یكتمن مدامعهن.
فمرض فاطمة كان اشبه شی ء بمرض ابیها صلی اللَّه علیه و آله و سلم.. فكانت عیناها تشرق ملتمعة كالثلج عندما تسقط علیه اشعة الاصیل، لانها تعلم ان اللقاء قد اقترب.
فاقتربت منها أُم سلمة.. المؤمنة الصالحة.. و هی تصطنع التبسم و تكتم الدمعة قائلة:
- (كیف أصبحت عن لیلتك یا بنت رسول اللَّه).. فأجابت البتول من بعد صمت لیس بالطویل.. و هی تئن:
- (أصبحت بین كمد و كرب، فُقد النبی و ظُلم الوصی، هُتك واللَّه حجابه من أصبحت امامته مقتضیة علی غیر ما شرع اللَّه فی التنزیل و سنها النبی صلی اللَّه علیه و آله و سلم فی التأویل).
ثم تحسرت و قالت و قد التهبت عیناها بحمرة متجمرة:
- (لكنها احقاد بدریة، و ثارات اُحدیة، كانت علیها قلوب النفاق مكمنة، لامكان الوشاة،
فلما استهدف الأمر، أرسلت علینا شابیب الاثار من مخیلة الشقاق، فینقطع وتر الایمان من قسی صدورها، و لبئس ما وعداللَّه من حفظ الرسالة، و كفالة المؤمنین، احرزوا عایدتهم غرور الدنیا بعد استنصار عمن فتك بأبائهم فی مواطن الكرب و منازل الشهادات).. الی نهایة كلامها سلام اللَّه علیها.
.. فأعادت النساء قولها علی رجالهن.
فجاءت وجوه المهاجرین و الانصار و هم یبدون اعتذارهم للصدیقة الطاهرة قائلین:
- (یا سیدة النساء، لو كان أبوالحسن ذكر لنا هذا الأمر، من قبل ان نبرم العهد و نحكم العقد لما عدلنا إلی غیره).
فتحسرت بلوعة، و نزلت دمعة من مقلتیها، و قد تصرم صوتها و هی تقول:
- (الیكم عنی فلا عذر بعد تعذیركم و لا أمر بعد تقصیركم).